رحلة آدم: قصة نجاح واقعية عن التضحية وحب الوالدين بطابع عصري

كريم للتدوين
المؤلف كريم للتدوين
تاريخ النشر
آخر تحديث
التضحية وحب الوالدين

رحلة "آدم": حين يصنع الأبناء مجد آبائهم

في أحد الأحياء الشعبية المزدحمة في مدينة عربية حديثة، وُلِد "آدم"، شاب بسيط نشأ وسط عائلة متواضعة الحال. كان والده يعمل نجّارًا في ورشة صغيرة أسفل البناية التي يسكنون فيها، ووالدته ربة منزل تحرص على تفاصيل البيت رغم ضيق الإمكانيات.

كبر آدم وهو يرى والده يعود كل يوم منهك الجسد متعب الروح، لكن لم تفارقه يومًا تلك الابتسامة التي تشبه انتصارًا صغيرًا رغم كل الخسائر. لم يكن "آدم" شغوفًا بمهنة النجارة كأبيه، بل كانت روحه متعلقة بالتقنية، الأجهزة، والبرمجيات.

بينما كان أغلب جيرانه يحلمون بوظيفة حكومية، كان آدم يتسلل إلى مقاهي الإنترنت ليقرأ عن تطوير التطبيقات وتعلم لغات البرمجة. مرت سنوات دراسته المدرسية متعثرة، لكنه كان متفوقًا جدًا في اختباراته الخاصة على حاسوبه البسيط.

في أحد الأيام، تعرض والده لحادث أدى إلى كسر في ساقه وعجزه عن العمل. شعر آدم بالمسؤولية. أغلق باب غرفته لأيام، وبدأ يعمل على تطبيق لحجز خدمات النجارة والصيانة المنزلية عبر الإنترنت.

بعد شهرين، أطلق التطبيق محليًا. انتشر بسرعة بين سكان الحي ثم الأحياء المجاورة. أصبح التطبيق بمثابة سوق إلكتروني للحرفيين.

واجه صعوبات وانتقادات، لكن آدم كان يرى أبعد من ذلك. بدأ يتعاقد مع حرفيين آخرين، ويدير طلباتهم إلكترونيًا. حتى من سخروا منه سابقًا أصبحوا عملاءً لديه.

تحسنت صحة والده، ليجد الورشة مزدهرة بفضل طلبات التطبيق، ومعدات جديدة أرسلها متبرعون. قال والده يومها:

"ظننت أنني سأورثك ورشة… فإذا بك تمنحني شركة."

العبرة من القصة

القصة تعلمنا أن بر الوالدين لا يعني أن نكون نسخة عنهم، بل أن نبني لهم مجدًا بطريقتنا. التضحية ليست تنازلًا عن الذات، بل تطويرها لخدمتهم بما نحب نحن.

أن تكون بارًا لا يعني أن تمسك مطرقة إن كنت بارعًا في البرمجة، ولا أن ترتدي معطف الطبيب إن كان قلبك مع الموسيقى. بل أن تستخدم مهاراتك في بناء ما يفتخرون به.

تعليقات

عدد التعليقات : 1